نظرة فابتسامة فموعد فلقاء
من قال هذه الكلمات الخرقاء
ما الحب إلا فكر فشوق فدمع فسهر فعشق فانتماء
قلب بين القلوب فى لهفة يبحث ومن مآقيه تنسكب الدماء
يموت فيحيا فيموت فيحيا فيكتب اسمه طائر العنقاء
يموت من الجوى ويحيا بالهوى وليس له عن أحدهما غناء
الموت عنده أمل فى اللقاء والحياة لها من البعد الشقاء
بغير الحب لا يحيا ولا يمت بغير الهوى يكون الفناء
قلب بغير الحب مثاله بئر بغير ماء يملؤه الهواء
الحب عين تسهر وإن أغلقت وتبكى الدموع بغير ماء
الحب محبوب يحب حبيبه ويرى قليله فى الدنيا رخاء
الحب محبوب بغير حبيبه يرى كثيره فى الدنيا خواء
إن كانت الدنيا بالحب مقيسها فالمحبون فيها أهل العلاء
إن كانت الدنيا مادحة أهاليها لأخذ المحبون بكل الثناء
إن كانت الدنيا فى الكون دنية ففى الآخرة هموا السعداء
فإنى ذبيح فى هواك فأعطنى إن عطاء الهوى للحبيب دواء
فأنا المكلوم أبدا إن أنا فى هوى المحبوب لم أجد الدواء
جرحى بكلمة أنت تشفه وبصمتك تذرف مآقيه الدماء
فدائنا الهوى وكم من محب فى طريق الهوى راح فداء
على صخرة القربان قدمنا عمرنا صرخة لوعة لحنها الشقاء
غنينا أهازيج الهوى على أوتار عمر صار خواء
إنى ذبيح فى هوى المحبوب إننى مقطع الأوصال والأعضاء
هو الحب والحب فيه غنوة يغنيها من له فى الحبيب رجاء
هو الرب والرب من ربى أليس كل مرب لمن ربى علاء
فأنت أنت الله وإننى تلميذ شجى نبضه الوفاء
رحمن رحيم أنت وقد ضاع بين الأحبة الرحماء
رحمته عدل لمن أطاعه على قدر جلاله يفيض رخاء
هو العدل وعدله رحمة فلو قسى علينا لكان الفناء
ملك ملك بملكه ملكوته ملك حق ليس فيه مراء
عظيم لا بجسم ولا برسم بل بفعل يضاءل له العظماء
محى مميت حى لا يموت وإنما يموت دونه الأحياء
له الأسماء الحسنى كلها لا أقول الحسنة إنما الحسناء
من حفظها ناله حسنها بأضـ ـعافها فأنعم بها أسماء
فبحق محمد وآله ودينه لا تحرمنى تا الليلة الدعاء
إنى ذبيح فى هواك فأعطنى إن تعطنى تجب الدعاء
إنى ذبيح فى هواك فأعطنى إن تعطنى أزد الدعاء
هذا أنا ابن الإنس كلما أعطيتنى طمعت عطاء
هذا لأنك رب الإنس كلما دعوناك بذلت العطاء
إنى ذبيح فى هواك فأعطنى إن عطاء الهوى للحبيب دواء
إنى ذبيح فى هوى المحبوب إننى مقطع الأوصال والأعضاء
هذا الحب فأين عاشقوه وأين من أخذوا من الحب العطاء
إلى كل محب أهدى قصيدتى الحب ليس فى الدنيا اللقاء
ما الحب إلا فكر فشوق فدمع فسهر فعشق فانتماء